ورد في صحيفة "الديار" أنه مع وصول برنامج "Take me out نقشت" الى حلقته الاخيرة التي تعرض الاحد المقبل، بلغت الضجة المثارة حوله ذروتها، وتحول الى قضية تابعها الوزير ملحم رياشي، وتناولها اجتماعان للجنة "الإعلام الإتصالات النيابية" و"المجلس الوطني للإعلام". (وهو النسخة العربية من برنامج التعارف "Take me out" الذي تعرضه شبكة "ITV" البريطانية منذ سنوات)...
بالنسبة الى البعض، كان البرنامج صادما ويخلو من الحياء. اما البعض الآخر فوجده جريئاً وشفافاً. هو انقسام يعكس تعدد انماط التفكير والهويات الثقافية في المجتمع اللبناني. وبمعزل عن هذا الفرز، لوحظ انه تقاطعت أصوات اجتماعية وسياسية واعلامية وشعبية عند الانتقاد الحاد لهذا البرنامج، لتجاوزه الضوابط الاخلاقية والاعلامية..
في جردة حساب لهذا البرنامج، ماذا يقول مقدمه فؤاد يمين "المتهم" بخدش الذوق العام، والافراط في الجرأة الى حد تجاوز الخطوط الحمر؟ وما هو رده على الانتقادات الموجهة اليه؟ وهل هنالك موسم ثان للبرنامج ام سيتوقف عرضه؟ وهل "نقشت" معه ام انقلبت عليه؟!
"الديار" حملت هذه التساؤلات الى يمين، وكان هذا الحوار معه:-
الا تعتقد ان "لبننة" صيغة البرنامج الأجنبية لا تتناسب وخصوصية المجتمع اللبناني وتقاليده؟! يرد يمين على سؤال "الديار" بالقول: "بل انها تتناسب برأيي. لأن لبنان لا صورة واحدة له. كل منطقة وكل شارع وكل طائفة وكل حزب له لبنانه. فهذه الصيغة تتناسب مع الكثير من اللبنانيين ولا تتناسب مع الكثير من لبنانيين آخرين".`
الم يكن ممكنا تلطيف الصيغة "الملبننة"، لجهة التخفيف من المفردات والإيحاءات الجنسية؟! يرد بقوله: هذه الصيغة اساسا هي صيغة ملطّفة. البرنامج في نسخته الأصلية يعتمد على الكلام المباشر. ففي الخارج ليس هناك التابو الجنسي الموجود في لبنان، ولا تحفظ ولا عقد... جربنا ان "نلعبها" هنا، ولكن "ما مشي الحال".
أتسميها عُقداً؟! يجيب على استفهامنا بالقول: "ليست عقدا.. لنقل انها كبت... ليس كبتاً جنسياً فحسب، بل انه ايضا كبت ديني وسياسي واجتماعي وتركيب صورة خاطئة... فكل شيء يجري تحت الطاولة، بمعنى ان المرء لديه صورتان، واحدة حقيقية في الظل، واُخرى مغايرة في العلن"..
علاقة الصياد بالفريسة
الا يخدش هذا البرنامج الذوق العام، ويشكل إساءة مزدوجة للمرأة والرجل معا، لأنه يحول العلاقة بينهما الى عرض وطلب؟! يرى يمين ان "العلاقة اساساً بين الرجل والمرأة هي علاقة عرض وطلب. الرجل يتقرب من المرأة، وهي التي تقرر التجاوب او عدمه. انها علاقة الصياد بالفريسة. في مجتمعنا يتقدم "عرسان" الى فتاة في منزلها، لتختار الانسب حسب التقاليد. وما نفعله في البرنامج هو نموذج مصغر".
الم يكن ممكنا التركيز في ادائك على المضمون بدل الإفراط في تناول الجسد؟ يجيب بقوله: "نحن نتحدث عن الجانبين، ولكن الناس تعلق فقط على الناحية الجسدية".
هل السعي الى رفع نسبة "الرايتينغ" يبرر اللعب على وتر الغرائز الجنسية، على قاعدة ان الغاية تبرر الوسيلة؟ يرد يمين: "أكيد لا. ولمن لا يعلم حلقات البرنامج كلها صُورت في حزيران، وبعدها بدأ العرض. وخلال التصوير لم يكن في بالنا موضوع "الرايتينغ" ولا طبيعة البرنامج المنافس. وتعرض الحلقات حاليا ولا أشاهدها احيانا بسبب انشغالي، فيحدثني البعض عن مجريات اكون قد نسيتها بعد مرور اشهر من التصوير.. انه مجرد "شو" تلفزيوني، فلنبق في هذا الاطار. فهو ليس الشيطان الأكبر"!.
الم يكن هناك تهور في عرض مشهد الشاب الذي يتعرى على الهواء... هل تعترف انك اخطأت؟! يرد بالقول: "في مسابقة "مستر ليبانون"، يعرض المرشحون اجسادهم، ولكن لم يرفع احد الصوت. فهذا الشاب يمارس رياضة كمال الأجسام، وهو فخور بجسده وقرر ان يخلع ثيابه. انا شخصيا لست مع هذا الامر. فهل امنعه؟! عمره 30 عاما، والبنات تزيد أعمارهن عن الـ 18، وكل مسؤول عن قراراته".
ولكن بموضوعية، الم ينطوِ هذا المشهد على الابتذال؟! يعقب قائلا: "مش مبتذل كتير". ما هو مبتذل اكثر بالنسبة لي، هو فيديو كليب لفنانة مكشوفة الصدور تغني كلاما سفيها. ولكن لا احد يتحدث عن ذلك، ولا عن زعمائنا السياسيين الذين يبثون الطائفية في مقابلاتهم"..
نقول له: لأن توقيت برنامجك غير آمن. كان يعرض في التاسعة والنصف ثم انتقل الى الثامنة والنصف مساء، وهو وقت الذروة حيث تجتمع العائلة والاطفال والمراهقون... فيعلق يمين ان "الشباب والمراهقين لا ينتظرون هذا البرنامج. ابن الست سنوات اليوم يحمل هاتفاً. واذا كان الأهل يتحلون بالمسؤولية، فيفترض ان ينام ابناءهم لضرورات الاستيقاظ باكرا الى المدرسة. ولكن اذا شاهد الأهل الحلقات برفقة ابنائهم، فماذا أقول لهم؟! ثم اذا لم يشاهد الولد البرنامج، فسيستعين "باليوتيوب"، فعلى من نضحك نحن؟!"
ما تعليقك على موقف وزير الاعلام الذي استنكر مشهد الشاب؟ يجيب يمين متهكماً: ماذا اقول له؟!.. "الله يوفقك". يا ليتك لو تشاهد ما لا يستفز حياءك. وَيَا ليتكم كسياسيين تخففون عبر الشاشات الكلام الطائفي. وتعملون ما يفيد هذا البلد، وكفى تلاحقون برنامجاً تلفزيونياً!
هل هناك نية لعرض موسم آخر. وهل هناك توجه، في ضوء الانتقادات الواسعة، لتعديل الاداء؟ يرد بالقول: "هذا الامر هو لدى إدارة "LBCI". ليس هناك كلاما واضحا بعد. والاهم، في حال اعداد موسم آخر، ان يجري كل منا نقدا ذاتيا. في النهاية نحن لا نتحدى احدا".
وهل انت اجريت نقدا ذاتيا وما هي الحصيلة؟ يرد قائلا: "ربما البرنامج بمجمله لا يعجبني. لست اعلم. لا مشكلة لدي اذا أحب الناس البرنامج ام لا. ولا اقول انه افضل البرامج، بل عندما اشاهده اقول انه عليّ ان أحسّن هنا او هناك. ولكن لنتعامل معه كبرنامج تلفزيوني، ولا نكبّر الأمور. ما هذا البلد السخيف؟! دعونا نلتفت الى مشكلاتنا.. اننا سخيفون.. كم نحن فارغون"!
نقول له: كيف والاعلام مؤثر والبرنامج التلفزيوني يدخل الى البيوت؟! يعلق بقوله: "اذا دخل الى بيتنا ولم يعجبنا فلنغير المحطة، حتى يتبين للشاشة العارضة بان برنامجها لا يُشاهد، وتتخذ قرارها بعدم إستكمال العرض ربما. هكذا يُحارب البرنامج. اما اذا كنت تشاهده وتنتقده، فهذا يجلب إعلانات للمحطة وينجّح برنامجها".
"نقشت" الأول.
من يحقق اعلى نسب مشاهدة؟! "لهون وبس"، "هيدا حكي" او "نقشت"... يجيب يمين: "حسب أرقام كل شركات الإحصاء "نقشت".
هل تعيشون كمقدمي برامج تحت هاجس "الرايتينغ"، وهل بات شرطاً لاستمراركم في العمل؟! يجزم بقوله: انا شخصياً لا يهمني "الرايتينغ". والدليل ان برنامجي "بي بي شي" الذي يعرض على المحطة ذاتها، لا تكسّر الارض نسبة مشاهدته، ولكن مع ذلك انا مسرور به كثيراً، و"افشّ خلقي" به. ومن خلاله احيانا انتقد "نقشت".
أيهما افضل برأيك تجربة "شي ان ان" على "الجديد" ام "بي بي شي" على "LBCI"؟ يجيب: "شي ان ان" كان في بداية ظهوره على "الجديد"، ولَم يكن هناك برامج شبيهة وقتها. نال عزَّا. اكنّ حبا في قلبي له لا يُمحى. ولن نتمكن من ان ننجز مثله. هذا رأيي الخاص".
اذا خُيرت بين "نقشت" و"بي بي شي" ماذا تختار؟! لا يتردد يمين بالاجابة: "اختار "بي بي شي" لان هذا النوع من البرامج يشبهني اكثر بأفكاري السياسية والاجتماعية .. وبالكوميديا".
هل خسرت وزنك لدواعي مهنية؟! يجيب بقوله: "لسبب صحي وليس مهنياً. كدتُ اموت. اجريتُ عملية طارئة. خيرني الطبيب بين الموت بعدما ارتفعت نسبة الدهون وبين ان اكون نحيلاً فاخترت الثانية... علماً انني افضّل السمنة لأنني أكون متفردا بها، اي العب بمفردي في هذا الملعب. اما اليوم فهناك كثيرون مثلي"!.:.