ولكن اليوم وللأسف وقعت عيناي على فيديو إيباحي "محط" نشرته شبه فنانة لفتاة تعرض فيه مفاتنها، عارية بالكامل، مروجةً لفيديو كليبها الجديد. لن أتحدث عن "دلع" و"هرأة" و"محن" وتعري شبيهات الفنانات الكثيرات، ولن أضيع وقتي في الكتابة عنهن، أنا من درست الصحافة لإيصال رسالة إنسانية، ولن أتنازل عن أخلاقي كي أصفهن بأبشع الكلمات، لا بل سأستعمل فجورهن لإيصال رسالة لكل مواطن لبناني شاب أو فتاة، لكل مسؤول في الدولة اللبنانية العظيمة وبالأخص من تطاول على فؤاد يمين ونساء "نقشت" المثقفات وبنات البيوت اللواتي كسرن حاجز المجتمع الذكوري، هؤلاء النقاد الذين تطاولوا على كرامة نساء بريئات من فجور "فناناتنا"، هؤلاء النقاد الذين جرحوا كل فتاة مشتركة في صميمها وجعلوا منها "عاهرة" المجتمع اللبناني!!.

نعم تخطى البرنامج الحدود الحمراء في بعض المشاهد والكلمات والتلميحات، لكن من منا لا يتحدث بنفس "المنطق" ويمزح بنفس الطريقة؟ متى إجتمع اللبنانيون ولم يكن هنالك نكات طريفة و"تلطيشات" وإيحاءات كلامية؟ نعم! أنا أشاهد "نقشت" فهل هذا يجعل مني بفاسقة؟ أو غير مثقفة؟ أو ذو مستوى خسيس؟ هل أصبحت إمرأة عاطلة؟ أمي، أختي، أقاربي، صديقاتي... أجميعهن شريكات في الجريمة؟!
وإن كان الجواب نعم، إذاً ماذا عن كلينك ويموت وديب؟ ماذا عن من يتابع أخبارهن ويشاهد فجورهن؟!.

أنت أيها النائب الذي أرسلت إبنتك للنوم وانتقدت البرنامج، هل تعلم أن بإمكان إبنتك مشاهدة ومتابعة شبيهات الفن بكبسة زرّ؟ وأن ابنتك قد تقع عيناها على مقاطع إيباحية على مواقع التواصل الإجتماعي حيث لا رقيب ولا حسيب؟ لم ترد أن تشاهد إبنتك برنامج ترفيهي يتداول نكات مبطنة قد لا يفهمها الكبار أحياناً لكن ليس لديك مشكلة بإعطائها هاتف خليوي حيث تتابع فيه أي خبر أو أي معلومة أو أي فيديو؟!.

حان الوقت لنخرج من فقاعاتنا ونكف عن الدوران حول أنفسنا! لا أعتقد أنك أنت من انتقدت خائف على "صيت" بنات لبنان وأنت تنتظر بحرارة أن تنشر دخلاء الفن صورة لهن! ولا أنت من "تفشخ" أنك "ضهّرت" فتاة واستسلمت لك أمام رفاقك! ولا أنت من تتعدى على زوجتك أو إبنتك إن كان جسدياً أو معنوياً! حتى أنت من لديك نظرة الفوقية والنقص تجاه المرأة!!.

ولكل امرأة انتقدت البرنامج خوفاً على "صيت" المرأة اللبنانية أقول لك: صيتنا بالٍ منذ سنوات بسبب لسان "رجالنا" وبسبب فتيات الليل المرافقات للأجانب! لكن هذا الصيت لا يطالني! فلكل إمرأة كيانها وشخصيتها ومن طالنا بلسانه "الله معو" فانا لا أنتظر من يقيمني بل لي قناعاتي وشخصيتي وأنا وحدي القاضي على نفسي!.:.

"جاين إسحاق"

(الديار)