"أي شخص يرسل أي خبر أو صورة أو أي نوع من التسجيلات، مرئية أو مسموعة يتعلق بالسيدة ** سيتعرض لملاحقة قانونية مباشرة وفورية. نقدر تحفظكم".
كان هذا نص رسالة وصلت عبر تطبيق واتسآب إلى فئة واسعة من الزحليين صباح الإثنين، في 20 شباط، في محاولة لمقارعة حالة هيجان لاأخلاقي اجتاح الهواتف المحمولة في المدينة، ساهم فيه المجتمع أيضاً من خلال تناقل تسجيلات وأفلام جنسية، يستشف من طريقة تسريبها أنها محاولة تصفية حساب بين عشيق متزوج ووالد لخمسة فتيان مع زوج عشيقته ووالد طفليهما..
بنقرة زر من كل هاتف، صارت سيرة السيدة وزوجها على كل لسان في زحلة، محققة عن قصد أو غير قصد الهدف الذي أراده مسرب التسجيلات منذ البداية.
ما جعل راعي أبرشية زحلة الكاثوليكية المطران عصام درويش يعرب عن حزنه لـ"الحالة التي وصلنا إليها، والتي لم تشهدها مدينتنا من قبل، ألا وهي حالة الفلتان الأخلاقي والنميمة والإستخفاف بأعراض الناس، وقد صارت الوسائل الإلكترونية للتواصل الاجتماعي طريقاً لبث الشر والشكوك في مجتمعنا"..
وفيما لفت مصدر قانوني لـ"المدن" إلى أن واجب النيابة العامة التحرك تلقائياً في هذه القضية بعدما تخطت اطار الحق الشخصي إلى الحق العام من خلال تعميم مشاهد إباحية قد يكون حتى الأطفال عرضة لها، علمت "المدن" من مصادر قضائية أن النيابة العامة الاستئنافية في البقاع تحركت بناء لإخبار وشكاوى قدمت ضد مجهولين وبعض الأشخاص المعلومين، الذين طلب من الأجهزة الامنية المعنية استدعاءهم، من بينهم المشتبه فيه الأساسي بتسريب التسجيلات، وهو معروف من معظم من تلقى الرسائل المسجلة، وإرتكابه الأخير جعل الزحليين يتناقلون أسماء أكثر من سيدة نشر أو هدد بنشر صورهن الفاضحة لأسباب معلومة أو مجهولة.
وفي مجتمع يحمل المرأة عواقب كل فعل "غير مقبول" ويسارع إلى اتهامها بالزنى ويدفع عائلتها إلى لملمة ما يعتبره فضيحتها أولاً، نجى المشتبه بكل ارتكاباته من دون أي محاسبة أو حتى إدانة لها.
إلا أن الفعل تخطى كل حدود أخلاقية هذه المرة، من خلال اشتراك المجتمع، ووسائل تواصله، بـ"خبث" نشر مشاهد الفيديو والتسجيلات الصوتية، حيث تضمن أحدها اعترافاً ضمنياً من العشيق أنه هو من سرب هذه الفيديوهات متبجحاً أن ما نشره ليس إلا عينة عما في جعبته..
والمقلق في زحلة أنها ليست المرة التي يساء فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعدي على خصوصيات الناس، وتحويل الخيانة الزوجية إلى شأن مسل للبعض.
فقبل فترة إنتشر أيضاً نص فضائحي مكتوب، تعمد ذكر سيدات وشبان بطريقة مسيئة.
وفي ظل "صدمة" الفضيحة الأخيرة أيضاً نشرت تسجيلات لسيدات أخريات زعم أنها تكشف فعل الخيانة، تلقفها المجتمع سريعاً وعمد إلى نشرها عن معرفة بهن أو جهل.
ما خلق جواً من القلق أخرج الكنيسة عن صمتها للمرة الأولى، لتحذر من التأثير السلبي لما يحصل، معتبرة أن "هذه أيضاً خطيئة كل من يشترك بنقل النميمة في السر أو في العلن"..